Wednesday, February 07, 2007

Poetic notes - By Mohamed Kamel

أم السعد
لو ظلت "أم السعد" تبحث في أوحال الشارع ..عن شئ يقتل هذا الجوع الكافر..
ما وجدت..
 لو ظلت تبحث مائة عام.. بل ألف.. فى تلك الأوساخ الملقاة.. ما وجدت!!
لو ظلت هذه الأم المسكينة تبحث عن شربة ماء..
فى جنبات الحارة المتسخة..
لماتت عطشى!!
ظلت تتكأ على الجدران السوداء ..
وبعينين واهنتين..
ترمق شباباً وبنات..
يرتشفون من عقب سيجارة..
شيئا لا تعرفه..
يتبادلون أشياءاً أخرى لا تعرفها..
لو تعرف فلذات الأكباد..
ولدان اثنان وبنتان ..
أى معاناة تحياها...ما هجروها!!
لو يعرف هذا القابع فى أعلى كرسى..
كم ضحت.. كم تعبت..
كم واتاها الموت كثيراً..
لو يعرف هذا الساكن - خلف جدار..
يحصى احتياطى العملات الحرة..
ويخاطب صندوق النقد الدولى..
ويتلقى التهنئة من قمم العالم..
لو يعرف كم مسكينة تظهر ليل نهار..
تتوسل وتناجى.. تتألم وتعانى..
لأرسل رسلاً تحي الأمل..
وتعيد البسمة للفقراء..
وتمد اليد لتملأ أفواه جوعى..
فقد نفذنا كل شروط " النقد الدولى"..
وأطعنا.. وسمعنا..
فالرحمة يا أرباب الكون..
مازال الخبز بأيديكم..
خبز الفقراء..


لحظة حزن..
أرمقه يقفز بين العربات..
وبين كل السيارات..
يحمل صناديق المناديل الورقية..
يتباهى بالسرعة والخفة..
يحصى ما جمع.. وما تبقى..
يتخيل أمه وأخيه..
وأبيه القابع فى ظل البيت..
يشرب شاياً أسود..
يتعاطى أشياء لا يعرفها..
ينتظر قروشاً منه..
ينفق معظمها..
ويلعنهم.. ليل .. نهار..
لم يتبق فى النهار كثير..
لم يلحظ تلك السيارة السوداء..
تكتسح أسفلت الشارع..
يقودها شاب يتحدث فى تليفون محمول..
تصدمه..
تطيح به أمتاراً عدة..!!
لم يعرف أين هو..
غابت من عينيه الدنيا..
لم يحزن . فالأمر سواء..
تمدد فى صمت على أسفلت الشارع..
وامتدت أوراق الصحف تغطيه..
وتغطى لون الدم الأحمر..
فى اليوم التالى جاء أخوه لنفس الشارع..
يحمل صناديق المناديل الورقية..
يستجدى رزقاً من أصحاب السيارات السوداء..
وأصحاب التليفونات المحمولة..


إلى الأسير الفلسطينى

إليك..
فى عسقلان..
فى اللدِ..
فى الرملة..
فى القدس المحتلة..
يا طيراً معصوب العينين..
فبرغم القهرِ..
ورغم الأسر..
تحيا فيك الوطنية.
ويظلك فجرُ الاستبسال..
يا روحا شفافة فى جنبات السجن..
يا لحناً يشدو نغمات الحرية..
فالتتماسك..
فالفجر قريب..
نتلمس نسمات الحرية..
ترد إلينا من كل بقاع..
تتسلل عبر نوافذ سجنك..
تخفف من وقع القيد..
وخطوات السجان..
محمد كامل

No comments: